فهم النصوص القانونية

فهم النصوص القانونية

الجزء الأول:

مقدمة

فهم النصوص في ضوء المقاصد يقصد به إدراك ما تضمنته النصوص من أحكام دلت عليها ظواهر الألفاظ ومقاصد الأحكام. فكما يُؤخذ الحكم من ظاهر اللفظ يُؤخذ أيضًا من معناه ومقصده.

ولا يجوز إهمال ظواهر الألفاظ بدعوى التركيز فقط على المعاني والمقاصد، ولا يجوز الاكتفاء بظاهر اللفظ لأن في ذلك إهدارًا لمقاصد الشارع.

وقد دل على وجوب مراعاة المقاصد القرآن الكريم والسنة النبوية وعمل الصحابة، حيث كانوا ينظرون إلى النصوص وإلى مقاصدها وعللها.

الجزء الثاني:

مفهوم النصوص والمقاصد:

1. مفهوم النصوص:

النصوص تعني رفع الشيء في اللغة. أما في الاصطلاح فهي كل ملفوظ مفهوم المعنى من الكتاب والسنة.

2. مفهوم المقاصد:

المقاصد هي الغايات التي أراد الشارع تحقيقها من خلال الأحكام، سواء كانت مصالح دنيوية أو أخروية.

3. العلاقة بين النصوص والمقاصد:

تُظهر النصوص غاية التشريع من خلال عللها وحكمها، وهي تعمل كأداة لفهم المعاني وتحقيق المصالح.

الجزء الثالث:

التأصيل الشرعي لمراعاة النصوص في ضوء المقاصد:

• القرآن الكريم: يذم التمسك بالظواهر فقط ويدعو إلى فهم النصوص من خلال مقاصدها.

• السنة النبوية: النبي صلى الله عليه وسلم ذم الخوارج لتمسكهم بالظواهر دون فهم المقاصد.

• عمل الصحابة: كانوا يربطون الأحكام بجزئياتها ومقاصدها.

• الاستقراء: يظهر أن جميع أحكام الشريعة تهدف لتحقيق مصالح العباد ودفع المفاسد.

الجزء الرابع:

ضوابط مراعاة النصوص في ضوء المقاصد:

1. العمل بمعاني النصوص وظواهرها دون إهمال.

2. مراعاة المعاني والمصالح المرتبطة بالنصوص وفق الشريعة.

3. استخدام الاستقراء لاستخراج مقاصد كلية من النصوص الفرعية.

هل ترغب في متابعة عرض النصوص؟

الجزء الخامس:

العلاقة بين مقاصد الشريعة والمصطلحات الأخرى:

1. الحكمة:

الحكمة هي المعنى المقصود من التشريع، وتتطابق مع مفهوم المقاصد. على سبيل المثال، الحكمة من تحريم الزنا هي حفظ الأنساب وحماية المجتمع.

2. العلة:

العلة هي السبب الظاهر المرتبط بالحكم الشرعي، أما المقاصد فهي الغايات التي تتحقق من هذا الحكم. العلة وسيلة لتحقيق المقصد، مثل منع الغرر في العقود لتحقيق العدالة.

3. المصلحة:

المصلحة هي المنفعة التي أراد الشارع تحقيقها من خلال الأحكام. المقاصد هي إطار أوسع يشمل المصالح الجزئية والكلية.

الجزء السادس:

أمثلة تطبيقية على مراعاة المقاصد في فهم النصوص:

1. زكاة الأموال:

عند إرسال معاذ بن جبل رضي الله عنه إلى اليمن، أمره النبي صلى الله عليه وسلم بأخذ زكاة من الأموال. لم يقتصر معاذ على ظاهر النص، بل أخذ القيمة بدلاً من العين في بعض الحالات مراعاةً لاحتياجات أهل المدينة.

2. البيع في الأسواق:

النهي عن الاحتكار وتلقي الركبان هو مثال على مراعاة مقاصد الشريعة في تحقيق العدالة الاقتصادية ومنع استغلال حاجات الناس.

3. النهي عن بيع الغرر:

بيع الغرر محرم لأن فيه مخاطرة تؤدي إلى نزاعات بين الأطراف، وهو ما يتعارض مع مقاصد الشريعة في تحقيق الاستقرار في المعاملات.

الجزء السابع:

ضوابط إضافية لمراعاة المقاصد:

1. التوازن بين ظاهر النص والمقصد:

لا يجوز إهمال النصوص بحجة التركيز على المقاصد فقط، كما لا يجوز الجمود على الظواهر دون النظر إلى المعاني.

2. التحقق من ثبوت المقاصد بالطرق الشرعية:

يجب أن تكون المقاصد المستنبطة متوافقة مع النصوص والأدلة الشرعية.

3. الاستقراء في استنباط المقاصد:

تتبع النصوص والأحكام الجزئية يمكن أن يكشف عن مقاصد كلية، مثل رفع الغرر وتحقيق العدل.

الجزء الثامن:

منهج العلماء في فهم النصوص والمقاصد:

1. الإمام الشاطبي:

أكد على أهمية الجمع بين ظاهر النص والمعنى المقصود لتحقيق التوازن في الفهم والتطبيق.

2. الإمام الغزالي:

عرف المقاصد بأنها حفظ الدين والنفس والعقل والنسل والمال، وهي الكليات الخمس التي بنيت عليها الشريعة.

3. ابن القيم:

دعا إلى مراعاة معاني النصوص وظواهرها معًا لتجنب الخطأ في فهم الأحكام الشرعية.

الجزء التاسع:

التحديات في فهم النصوص القانونية:

1. التمسك الحرفي بالظواهر:

يؤدي إلى تجاهل المقاصد والمعاني العميقة للنصوص.

2. إهمال النصوص بحجة المقاصد:

يفتح الباب للتأويل البعيد الذي قد يخرج عن إطار الشريعة.

3. غياب منهجية واضحة:

يؤدي إلى الاجتهاد الخاطئ وتطبيق الأحكام بطريقة غير صحيحة.

إذا كنت ترغب في المزيد من التفاصيل عن جزء معين أو التوضيح، فلا تتردد في إخباري!

الجزء العاشر:

طرق الكشف عن مقاصد الشريعة:

1. النظر في النصوص الكلية والجزئية:

• تعتمد على تحليل الأحكام الشرعية ككل لاستخراج الغايات المشتركة.

• مثال: تحريم الربا وتحريم الغرر يشيران إلى مقصد الشريعة في تحقيق العدل في المعاملات المالية.

2. الاستقراء:

• جمع النصوص ذات العلاقة بموضوع معين وتحليلها لاستنباط المقاصد.

• مثال: من خلال تتبع النصوص التي تنهى عن الاحتكار، يظهر مقصد الشريعة في تحقيق رواج الطعام ومنع الاحتكار.

3. العادات والتصرفات الشرعية:

• دراسة عادات النبي صلى الله عليه وسلم وأفعاله لتحديد الغايات.

• مثال: تشجيع التراحم والتعاون الاجتماعي من خلال النصوص التي تبرز أهمية الزكاة والصدقات.

الجزء الحادي عشر:

تطبيقات على مراعاة المقاصد في الفهم والتطبيق:

1. الأحكام المتعلقة بالمعاملات المالية:

• النصوص التي تحرم الغرر والاحتكار تؤكد أهمية العدالة والشفافية في المعاملات.

2. الأحكام الجنائية:

• الحدود في الإسلام ليست مجرد عقوبات، بل تهدف إلى حماية المجتمع وتحقيق الردع.

3. الأحكام الأسرية:

• مثل تنظيم الميراث الذي يهدف إلى توزيع الثروة بشكل عادل بين أفراد الأسرة.

الجزء الثاني عشر:

تأصيل الاجتهاد بالمقاصد:

1. منهج العلماء:

• الفهم المقاصدي للنصوص هو أساس الاجتهاد الصحيح.

• ابن القيم والشاطبي وغيرهم أكدوا على أهمية فهم العلل والحكم المرتبطة بالنصوص.

2. أهمية الاجتهاد المقاصدي:

• يسهم في حل القضايا المعاصرة من خلال استنباط أحكام تناسب تغيرات الزمن مع الحفاظ على ثوابت الشريعة.

3. ضوابط الاجتهاد:

• الالتزام بالأصول الشرعية.

• التوازن بين النصوص والمقاصد.

• عدم الخروج عن روح التشريع الإسلامي.

الجزء الثالث عشر:

خاتمة:

• مراعاة المقاصد في فهم النصوص ضرورة شرعية لتحقيق الغايات التي أرادها الشارع.

• النصوص الشرعية تعمل كأداة لتحقيق العدالة، الرحمة، والمصالح العامة.

• الجمع بين ظاهر النص والمقصد هو المنهج السليم لفهم الشريعة وتطبيقها.

• الاجتهاد المبني على المقاصد يسهم في استيعاب المستجدات وحل القضايا المعاصرة.

المحامي مشاري العنزي

المحامي مشاري عبيد العنزي

97585500

LAWYER Meshari Al-Enezi

KUWAIT

التواصل الاجتماعي

×

Hello!

Click one of our contacts below to chat on WhatsApp

× كيف يمكني مساعدتك؟