الطلاق للضرر وفق قوانين دولة الكويت

الطلاق للضرر وفق قوانين دولة الكويت

الطلاق للضرر هو نوع من الطلاق الذي يمكن للزوجة طلبه إذا تعرضت لضرر من قبل زوجها، ويتطلب إثبات الضرر أمام المحكمة. في الكويت، يُنظم الطلاق للضرر وفقًا لأحكام الشريعة الإسلامية وقانون الأحوال الشخصية الكويتي رقم 51 لسنة 1984، ويتناول الأسباب والشروط التي تجعل للزوجة حق طلب الطلاق لهذا السبب. سنتناول هنا المفاهيم القانونية، الإجراءات، الأحكام المتعلقة، ونستعرض أبرز ما جاء في أحكام محكمة التمييز في الكويت.

1. ما هو الطلاق للضرر؟

الطلاق للضرر يُعرف بأنه حق للزوجة بطلب إنهاء الزواج إذا تعرضت لضرر مادي أو معنوي، وكان الضرر غير قابل للتحمل أو يُلحق بها ضررًا بالغًا. الهدف من هذا النوع من الطلاق هو حماية الزوجة وضمان حياتها بكرامة وسلامة.

2. الشروط اللازمة للطلاق للضرر في القانون الكويتي

يشترط القانون الكويتي جملة من الشروط كي يتم قبول طلب الطلاق للضرر، وهي:

وجود ضرر حقيقي: يجب أن يكون الضرر المزعوم حقيقيًا وثابتًا، وأن يكون من شأنه أن يؤثر سلبًا على حياة الزوجة.

عدم قابلية تحمل الضرر: يُشترط أن يكون الضرر شديدًا لدرجة لا يمكن للزوجة تحملها.

ثبوت الضرر أمام المحكمة: يتطلب الأمر إثبات الضرر إما من خلال الشهود أو من خلال الأدلة الطبية أو أي وسيلة إثبات أخرى تقبلها المحكمة.

3. أنواع الضرر المعترف بها وفقًا لقوانين الكويت

قد يشمل الضرر المبرر للطلاق:

الإيذاء الجسدي أو النفسي: مثل الضرب أو الاعتداء أو السب والشتم أو إهانة كرامة الزوجة.

التقصير في الإنفاق: يعتبر القانون الكويتي عدم إنفاق الزوج على زوجته وإهمال التزاماته المالية تجاهها نوعاً من الضرر الذي يحق للزوجة طلب الطلاق بناء عليه.

الهجر أو الغياب: إذا هجر الزوج زوجته أو غاب عنها لفترة طويلة دون مبرر، يعتبر ذلك ضررًا يبرر الطلاق.

الزواج بأخرى: في بعض الحالات، إذا تزوج الرجل بزوجة ثانية ولم تستطع الزوجة الأولى تحمل هذا الوضع، يمكنها طلب الطلاق للضرر.

4. الإجراءات القانونية لطلب الطلاق للضرر

تقديم طلب الطلاق: تبدأ الزوجة بإعداد طلب الطلاق وتقديمه للمحكمة.

إثبات الضرر: يتطلب إثبات الضرر أمام القاضي، إما بالشهود أو بالأدلة التي تُظهر تعرض الزوجة للضرر.

محاولة الصلح: غالبًا ما تقوم المحكمة بمحاولة الصلح بين الزوجين قبل اتخاذ قرار الطلاق، وإذا لم ينجح الصلح، تنتقل المحكمة إلى النظر في الأدلة واتخاذ قرارها النهائي.

إصدار الحكم: بناءً على الأدلة والمرافعات، تُصدر المحكمة حكمها إما بقبول طلب الطلاق أو رفضه إذا لم يتم إثبات الضرر.

5. أحكام محكمة التمييز الكويتية بشأن الطلاق للضرر

تعطي محكمة التمييز الكويتية أهمية كبيرة للأدلة المقدمة في قضايا الطلاق للضرر، وقد أكدت في أحكامها على النقاط التالية:

ضرورة توفر الأدلة الواضحة والمقنعة: تعتبر محكمة التمييز أن الادعاءات الشفهية غير كافية لإثبات الضرر، ويجب أن تكون هناك أدلة ملموسة أو شهادات ذات مصداقية عالية.

الاهتمام بحالة الزوجة وظروفها النفسية والاجتماعية: في بعض الأحكام، اهتمت محكمة التمييز بتقييم الحالة النفسية والاجتماعية للزوجة، واعتبرت الضرر النفسي مثل الإهانة أو التحقير من الأمور التي تستوجب النظر بجدية في طلب الطلاق.

التفريق بسبب الضرر المستمر والمتكرر: إذا تبين للمحكمة أن الزوج مستمر في إلحاق الضرر، كالإيذاء أو الإهمال المتعمد، فإن ذلك يعزز موقف الزوجة ويزيد من احتمالية قبول طلب الطلاق.

6. أهمية استشارة محامي مختص

يعتبر الطلاق للضرر من القضايا المعقدة التي تتطلب توفر إثباتات قوية ووعي بالقوانين ذات الصلة. لذا من الضروري استشارة محامي مختص يساعد الزوجة في جمع الأدلة وتقديم المرافعات بفعالية، كما يمكنه توجيه الزوجة بشأن خطوات تقديم الطلب وإجراءات التقاضي.

7. خاتمة

إن الطلاق للضرر يمثل حماية للزوجة من أي إساءة قد تتعرض لها خلال حياتها الزوجية، وتكفل القوانين الكويتية هذا الحق بصفة تحفظ لها كرامتها وسلامتها النفسية والجسدية. لكن، يبقى تقديم الأدلة وتوافر إثباتات ملموسة عاملاً أساسياً لقبول المحكمة لهذا النوع من الطلاق.

المحامي مشاري العنزي

المحامي مشاري عبيد العنزي

97585500

LAWYER Meshari Al-Enezi

KUWAIT

التواصل الاجتماعي

×

Hello!

Click one of our contacts below to chat on WhatsApp

× كيف يمكني مساعدتك؟